بعد أن غصنا في تفاصيل لعبتيّ القمة، بلاك أوبس 7 وباتلفيلد 6، في الجزأين السابقين من هذا المقال، حانت اللحظة الحاسمة لعقد مقارنة شاملة بينهما، وتسليط الضوء على اللعبة التي قد تتناغم مع ذوقك وتطلعاتك.
ومما يلفت الانتباه، تلك التصريحات التي بدت منحازة في معظمها لصالح Battlefield 6 على حساب Black Ops 7. فقد صرح رئيس Blizzard السابق، على سبيل المثال، بأن Battlefield 6 ستطيح بـ Call of Duty هذا العام، وغرد مايك يبارا قائلاً: "Battlefield ستسحق Call of Duty في عام 2025"، مضيفًا أن "الفوز الحقيقي" يكمن في أن هذه المنافسة ستحفز Call of Duty على التخلي عن "الكسل" وتقديم ألعاب "FPS أفضل".
وفي تغريدة أخرى، أشار يبارا إلى أن Call of Duty كانت تسير في طريق الانحدار لسنوات، واصفًا اللعبة بأنها في حالة من الفوضى تعج بمشاكل مثل "الغش، وواجهة المستخدم/التثبيت الثقيلة" وغيرها. وأعرب يبارا عن أمله في أن تكون Battlefield 6 هي الشرارة التي ستعيد Call of Duty إلى مسارها الصحيح.
Battlefield will boot stomp CoD this year. But the real win here is CoD won’t be lazy anymore, and we’ll all get better FPS games for it.
— Mike Ybarra 😇 (@Qwik) August 8, 2025
من جانبها، تبدو Activision واثقة من موقعها الريادي، حيث سارعت إلى التأكيد على أنها غير قلقة بشأن Battlefield 6، معتبرة أن Call of Duty "أكبر من أن تفشل". وكشف موقع Insider Gaming أن إدارة Activision تتابع عن كثب الضجة المثارة حول Battlefield 6، إلا أنها لا تشعر بأي تهديد حقيقي تجاه سلسلة Call of Duty. وبحسب مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها، تؤكد النقاشات الداخلية في Activision أن الشركة ترى Call of Duty كعلامة تجارية "أكبر من أن تفشل"، وأنها ستظل تحقق أرباحًا طائلة لسنوات مديدة.
المقال مقسم وفقاً للفهرس التالي:
الجزء الأول: كل ما نعرفه عن باتلفيلد 6
الجزء الثاني: كل ما نعرفه عن بلاك أوبس 7
الجزء الثالث (الذي تقرأه الآن): ما هي أفضل لعبة شوتر في 2025؟
أيهما أفضل لعبة شوتر في 2025؟
بعد هذا الاستعراض الشامل والمفصل لكل من “باتلفيلد 6” و”بلاك أوبس 7″، يتضح جليًا أن مفهوم “الأفضل” يبقى نسبيًا، ويعتمد بشكل أساسي على التفضيلات الشخصية للاعب ونمط اللعب الذي يستهويه. لا توجد إجابة قاطعة، فكل لعبة تقدم تجربة فريدة ومتميزة مصممة خصيصًا لجذب شريحة معينة من الجمهور. والجدير بالذكر أن Black Ops 7 ستدور أحداثها في بيئة مستقبلية جزئيًا، على غرار التوجه الذي تتبناه Battlefield 6، ما يعني أن اللعبتين تستهدفان قاعدة جماهيرية متقاربة. ومع ذلك، لا تعتقد Activision أن هذه المنافسة المباشرة ستؤثر سلبًا على أداء Call of Duty المتألق.
ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات جوهرية وملموسة بين اللعبتين، وسأستعرضها لكم بالتفصيل فيما يلي:
- الحجم والنطاق:
- باتلفيلد 6: تتألق في تقديم معارك حربية شاملة وواسعة النطاق. خرائطها مترامية الأطراف، تتسع لعدد هائل من اللاعبين والآليات والمركبات، مما يخلق إحساسًا بانغماس حقيقي في حرب ضروس على جبهات متعددة. إذا كنت تهوى الفوضى المنظمة، والتنسيق المحكم مع فريقك لقيادة الدبابات المدرعة، أو التحليق بالطائرات المقاتلة والمشاركة في قتال بري وجوي وبحري متزامن، فإن “باتلفيلد 6” هي خيارك الذي لا يضاهى.
- بلاك أوبس 7: تركز جل اهتمامها على القتال المكثف، سريع الوتيرة، والمباريات التي تتمحور حول المشاة بشكل أساسي. خرائطها أصغر حجمًا، مصممة بعناية لتشجيع الاشتباكات المتكررة والمباشرة. إذا كنت تفضل ردود الأفعال السريعة، والتصويب الدقيق، ونظام التقدم الفردي، فإن “بلاك أوبس 7” ستكون وجهتك الأكثر جاذبية وإثارة.
- أسلوب اللعب:
- باتلفيلد 6: تتطلب اتباع نهج تكتيكي واستراتيجي أكثر عمقًا. التعاون الوثيق مع فريقك، والاستخدام الأمثل للفئات المختلفة بفاعلية، والاستفادة القصوى من التدمير البيئي لإحداث تغيير جذري في مسار المعركة، هي مفاتيح النجاح والتفوق. غالبًا ما تكون اللحظات الأكثر إثارة وحماسًا هي تلك التي تنشأ بشكل طبيعي من التفاعل الحيوي بين اللاعبين والبيئة المحيطة.
- بلاك أوبس 7: تركز بشكل أساسي على مهارة اللاعب الفردية في التصويب المحترف والحركة الذكية. نظام القتل المتتالي (Killstreaks) ونظام التخصيص العميق للأسلحة يشجعان اللاعب على تقديم أداء فردي متميز واستثنائي. اللعبة بذلك تعتبر مثالية للاعبين الذين ينشدون تجربة "إطلاق نار وتصويب" فورية ومجزية في كل لحظة.
- القصة والجو العام:
- باتلفيلد 6: تميل إلى سرد قصص الحروب الكبرى، غالبًا مع منظورات متعددة تهدف إلى إبراز فوضى وتأثيرات الصراع على نطاق واسع وشامل. قد تكون القصة أقل تركيزًا على شخصية واحدة وأكثر اهتمامًا بالتجربة الشاملة والملحمية.
- بلاك أوبس 7: تقدم قصصًا ذات طابع تجسسي مثير ومؤامرات معقدة، مع سرد خطي أكثر تركيزًا على الشخصيات والأحداث المحورية. الأجواء في اللعبة غالبًا ما تكون مظلمة وغامضة، مع تركيز خاص على الجانب النفسي والخيارات الصعبة التي تواجه اللاعب.
- الأطوار والمحتوى الإضافي:
- باتلفيلد 6: تقدم أطوارًا تركز على الأهداف الكبيرة مثل "السيطرة" و"الاختراق"، بالإضافة إلى إضافة المزيد من الأطوار الجديدة التي تستغل حجم الخرائط الشاسع.
- بلاك أوبس 7: بالإضافة إلى الأطوار التنافسية الكلاسيكية، تتباهى بوجود طور الزومبي الذي يقدم تجربة تعاونية فريدة ومحبوبة من قبل شريحة واسعة من اللاعبين.
الخلاصة:
- اختر باتلفيلد 6 إذا كنت تفضل: المعارك الكبيرة الملحمية، اللعب الجماعي التكتيكي، استخدام المركبات المتنوعة، التدمير البيئي الواقعي، والشعور الغامر بالمشاركة الفعالة في حرب شاملة على نطاق واسع. أنت لاعب يستمتع بالتنسيق التام مع فريقه وتقدير اللحظات العفوية التي تتولد في قلب ساحة المعركة.
- اختر بلاك أوبس 7 إذا كنت تفضل: القتال السريع والمكثف، اللعب الفردي القائم على ردود الأفعال السريعة، نظام المكافآت بالقتل المتتالي المشجع، تخصيص الأسلحة العميق، وتجربة قصة درامية ومظلمة بأسلوب فريد، بالإضافة إلى طور الزومبي التعاوني المثير. أنت لاعب يستمتع بالاشتباكات المستمرة والتحدي الشخصي المتواصل.
في نهاية المطاف، تعد كلتا اللعبتين بتقديم تجربة شوتر من الطراز الرفيع في عام 2025. الأمر لا يتعلق بـ "من هي الأفضل على الإطلاق"، بل بـ "من هي الأفضل والأكثر ملاءمة لك شخصيًا". جرب كلتيهما إذا استطعت، أو شاهد مقاطع الفيديو الدعائية لكل منهما، وقرر أي أسلوب لعب يثير اهتمامك ويتوافق مع تفضيلاتك. المنافسة الشرسة بين هاتين السلسلتين العملاقتين هي ما يدفع عجلة الابتكار والتطوير المستمر، وفي النهاية، المستفيد الأكبر والأوحد هو مجتمع اللاعبين بأكمله.